نواصل نشر مقتطفات من أرشيف مجلات بلدة عمر التي وردت الينا اذ نقترح عليكم اليوم موضوعا للأستاذ جمال بلحبيب، كان قد نشر في العدد الثالث لمجلة الطليعة، بتاريخ 11 اوت 1985، كما يبينه ختم التاريخ على الغلاف. تعتبر جمعية طليعة بلدة عمر للنهضة الثقافية من بين الجمعيات الرائدة ببلدة عمر، و التي اثرت المشهد الثقافي والشبابي للبلدة على امتداد أكثر من عقد من العطاء. ان تصفح هذا العدد من أرشيف المجلة يستدعى ذكريات سنوات العمل الكشفي ببلدة عمر، ذلك أن جمعية الطليعة كانت رائدة في تأطير الأطفال و الشباب من مختلف الفئات العمرية. في هذا العدد الثالث من المجلة مواضيع ومقالات متنوعةابتداء بافتتاحية العدد الموجهة للشباب، بقلم الأستاذ جمال بلحبيب ، الى مقال لرئيس الجمعية الأستاذ خالد حمادة، ومرورا بموضوع للأستاذ محمد العيد بن نعمية حول الشباب ودوره. كما احتوى العدد موضوعا مطولا حول أهمية التغذية بقلم ميلود بوخلط،حيث أورد الكاتب عدة احصائيات حول الانتاج والاستهلاك في القطاع الزراعي. ولقد تميز العدد الثالث هذا بقصيدة شعرية بعنوان (باتجاه الريح) بقلم محمد فتحي بلحبيب،سننشرها لاحقا. فيما يلي افتتاحية مجلة الطليعة لشهر اوت 1985 وبالرغم من انها نشرت قبل ثلاثة عقود فان محتواها ينطبق على حال بلدة عمر اليوم.
الى شباب بلدة عمر
كنا بالأمس في أمس الحاجة الى مرافق ثقافية وأحوج ما نكون الى وسائل محفزة نظرا لكون بلدتنا مجرد قرية ضائعة النصيب. وقد تحسرنا كثيرا من تعطشنا الثقافي. وكم كنا نطمح الى أن نقدم أنشطة ثقافية مختلفة من أجل أن نأخذ مكانا ضمن طابور المثقفين النيرين العاملين. ان انعدام المرافق والوسائل قد يعطينا حق الاعتذار في الماضي أما اليوم، فالحمد لله، قد بدأت البشائر تتراءى لنا. فلقد أصبحنا بلدية فبات علينا ألا ندخر جهدا في سبيل انجاحها. ولا مبرر اليوم للانتظار. فلنعمل من أجل نفض الغبار واذهاب الخمول والركود. وحري بنا أن نتعظ بغيرنا ممن سبقونا حتى نصبح مثلهم مضرب المثل في الحيوية والنشاط.
ان المحرك الرئيسي لحياة أي بلد هو الشباب الذي يتوقف على حركته ونشاطه التقدم والازدهار. حقا ان الصعب في الأمر هو مبتدآه، الا انه مع ذلك علينا أن نسهر ونضحي، ولا عيب في أن نخطئ مرة ونصيب مرات. فالمهم هو أن نفيد غيرنا بأن نقدم بعض ما نملك من نعمة العلم فلا نبخل ولا نستغني.
الأستاذ جمال بلحبيب