نستأنف إعادة نشر ما توفر لنا من ارشيف مجلات جمعيات بلدة عمر في ثمانيات وتسعينيات القرن الماضي. نقترح عليكم اليوم قصيدة باتجاه الريح، للشاعر محمد فتحي بلحبيب. نشرت القصيدة في ركن شاعر الطليعة لمجلة الطليعة في عدد أوت 1985
نجدد الشكر لبريق الأمل على الفايسبوك على إمدادنا بهذا العدد من مجلة الطليعة، كما نجدد الدعوة للجميع بأن يمدونا بأرشيف مجلات بلدة عمر ، وذلك بهدف اعادة نشرها وفتح النقاش حولها لما تمثلة من مادة توثيقية للتاريخ المعاصر للبلدة. كما ندعو من كان لهم صلة بما ننشره من أرشيف أن يبادر بالتعقيب على الظروف والسياقات التي رافقت نشر تلك المطبوعات.
باتجاه الريح
هنا نمشي
فإن الحب مملكة
وأنت التاج معقود على العرش
هنا نمشي
ونعبر هذا البرزخ المغروس
في دمنا ..سنعبره
جميل يا مها أنا
سنمضي طي أغنية عن الوطن
بلا ضعف
بلا وهن
وإن تجرف بنا الدنيا فلا نبتل
وزوبعة من المنفى تحاصرنا
وتقذفنا على الاسطبل
فلا نشقى
ولا نأسى
أتينا نطلب الشمسا
ولم نلعق دماء الاشعث المغتال
في روما
ولم نشرب على أنخابهم كأسا
ولو مرة
تناجنيا أجنتنا
أبانا اسبرتكوس الضوء والخضرة
جميع الأرض مقدونيا
جميع الأرض والدنيا
تعالي يا مها نمض
على الأرض
فإن سمائنا الأرض
وأن رغيفنا الأرض
وأن الحلم والدنيا الارض
مها يا لحظة الموت الذي يعطي
من المستنقع المسنون
أشياء من القمر
وعاصفة
سنفونية أسمى
وأمواجا من الصور
خذيني لا مراكب لي
خذيني باتجاه الريح
لا القدر
نغطي، يا مها، بالليل
وجهينا و بالاسفلت
كي نعمى
نرى الدنيا التي تهوي
بزاوية من العدم
بغير اسم .. بغير دم
ونستوحي ملامحنا
من الألم
من الطين الذي يعطي
قصائدنا
دباغتها ونكهتها
ورؤياها
نرى الله
محمد فتحي بلحبيب