الرئيسية / سجال / غياب المرافق الترفيهية من أسباب استفحال الآفات الاجتماعية

غياب المرافق الترفيهية من أسباب استفحال الآفات الاجتماعية

BA FB2015 (2)

جرى حوار بإحدى المجموعات الفايسبوكية حول غياب المقاهي والمطاعم في بلدة عمر، واحتمال زيارة أحد الضيوف من ولايات الأخرى إلى بلدة عمر فلا يجد مطعما لائقا أو مطعما حتى. وفي حقيقة الأمر هذا هو الحال في هذه البلدة التي احتفلت بمرور 100 سنة على تأسيسها. غيابٌ شبه تام للمرافق والترفيهية، على غرار المقاهي والمطاعم وكذا الملاعب الجوارية المعشوشبة وقاعات الرياضة القتالية وألعاب القوى، إلخ. وقد بات هذا المطلب مُلحًّا بالنظر إلى أهميته لدى فئة الشباب خاصة.

حاولنا معرفة الأسباب التي تحول دون توفّر هذه المرافق، فكان من بينها – حسب المواطنين – خوف الشباب من ولوج عالم الاستثمار  وفتح المحلات الكبيرة، رغم أن مثل هذه المشاريع يعتبر مما تشجع عليه الحكومة في إطار سياسة تشغيل الشباب والقضاء على البطالة، إلا أن هاجس الخسارة في التجارة أو مجرّد المحاولة بات كابوس معظم الشباب خاصة من لا يملكون رأس المال من أجل بداية المشروع ويرفضون القروض التي يصفونها بالربوية.

سبب آخر وراء انعدام المرافق الترفيهية هو ضعف أداء المؤسسات المعنية برفع وتيرة التنمية في البلدة، وعلى رأسها مصالح البلدية، حيث يُجمع سكان هذه البلدة على أن هذه العُهدة من 2012 إلى 2015 وما بقي منها، تعتبر الأضعف في تاريخ التسيير البلدي من ناحية التوظيف والتكفل بانشغالات الشباب خاصة، وكذا تأسيس مرافق عمومية وترفيهية جديدة على غرار تهيئة الملعب البلدي بالعشب الاصطناعي كما ذكرنا ذلك في مقالاتنا السابقة.

حاولنا التعمق أكثر ومحاورة مجموعة من الشباب عن المطالب الرئيسية التي يوجّهونها للمسؤولين فكانت الإجابة تتمحور حول قاعات الرياضة بأنواعها، الكرة الطائرة، كرة اليد، كرة السلة وألعاب القوى، حيث لا تتواجد هذه المرافق إلا في بعض المدارس بل ويقتصر النشاط فيها على التلاميذ فقط، فيما يبقى شباب الأحياء ينتظرون الفرج بأن يبدأ مشروعٌ جادّ لأحد الخواص.

من جانب آخر فقد أدّى غياب هذه المرافق وبشكل كبير إلى استفحال ظاهرة العنف لدى فئة الأطفال، إذ يتمركز نشاطهم أوقات الفراغ في الساحات العمومية دون مراقبة ولا توجيه من أحد، ولو توفرت المرافق الترفيهية بمؤطريها لكان النشاط منظما ولأسهَمَ في ترويض تصرفات هؤلاء الأطفال فضال عن بناء شخصياتهم وترسيخ الروح الرياضية لديهم.

كما استفحلت ظاهرة الادمان على المخدرات كبديل عن النشاط الجسدي المفيد، فعوض أن يقضي الشباب أوقاتهم في تلك المرافق فإنهم أصبحوا يتوافدون على الحلقات الليلية المشبوهة، ويخشى مهتمون بالشأن الاجتماعي في البلدة من أئمة ومرشدين أن تنتشر هذه الظاهرة كالنار في الهشيم بسبب هذا الفراغ الرهيب .

هذا ويبقى المطلب الأساسي لشباب بلدة عمر هو مرافق ترفيهية تملأ أوقات فراغهم، خاصة قاعات رياضة “كمال الأجسام” التي أصبحت تشهد شهرة كبيرة في العديد من ولايات الوطن وأصبح التسابق إليها كبيرا بالنظر إلى الفائدة التي تحققها لهذه الفئة، لتبقى بلدة عمر تتذيل الركب في مجال تهيئة المرافق الترفيهية التي يرى هؤلاء الشباب أنها ضرورة وليست من الكماليات.

محسن غطاس

Comments

التعليقات

شاهد أيضاً

تنوع مجموعات بلدة عمر الافتراضية ظاهرة صحية

يعج موقع التواصل Comments التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.